عاجل

نقطة نظام

أيمن بدرة يكتب .. ليلة اغتيال حارس مرمى 

أيمن بدرة
أيمن بدرة


ملعونة هذه الرياضة.. أموال الدنيا لا تساوي لحظة من لحظات القهر التي عاشها ذلك الشاب وهو يواجه طوفان جبان يكتسح كل الأخلاق والمشاعر الإنسانية .

شهدت  الدقيقة 80 من لقاء سيراميكا مع الاتحاد السكندري في  ستاد المقاولون العرب مشهد من أكثر اللحظات المأساوية .. فقد انهالت الطعنات على قلب الشاب أحمد  بلا رحمة لمجرد  أنه كان حارس المرمى لفريق الاتحاد السكندري الذي اهتزت شباكه خمس مرات وكأنه وحده المسئول ولم يعي كل من سب واهان الحارس أنهم في منافسة رياضية وان الخسارة يمكن أن تقع حتى على من يجتهد ..ولم يراعي كل سباب ولعان من الذين كانوا في المدرجات احزان هذا الشاب الذي فقد شقيقة قبل المباراة ..ومع ذلك لم يعتذر عن عدم المشاركة لانه كان يعرف أن ناديه في حاجة آليه .

لا اعرف لماذا تجسد امامي مشهد الفتاة نيرة التي أنها تلقت طعنات غادرة وهي في طريقها للجامعة .. أحمد يحى هو الآخر تلقى طعنات غادرة لمجرد أنه دخل منافسة رياضية لم يكن موفقاً فيها هو وزملاؤه وكل مدربيهم ومجلس إدارة ناديهم أيضاً .. وكلهم يتحمل المسؤولية عن هذه الخيبة الكروية لزعيم الإسكندرية ..ولكن الجماهير صبت كل غضبها على يحى الذي كان يتجرع احزان فقد شقيقه فلم ترحمه الحناجر الحادة التي جعله ينصهر ويغرق في دموعه تاركاً هذا المضمار الأخضر الذي عاش فيه اسود ايام عمره .
ما هكذا تكون الرياضة يا سادة ..من حق الجماهير أن تحزن وان تغضب من هزيمة فريقها ولكن التعبير عن الحزن لا يكون بالقتل المعنوي لإنسان سيكون من الصعب أن يعود إلى الملاعب مرة أخرى.. وقد أعلن أنه ابتعد تماما عن الكرة ومن قبله زميله محمد عبد المنصف الذي تعرض لهجوم أقل حدة وأعلن هو الآخر أنه سيعتزل نهاية الموسم .
لماذا افتقد الساحة الرياضية الكثير من المعاني الإنسانية ..إن شاء الله تعالى يكون للحديث بقية .